زوجة أنس الشريف بيان تودع زوجها بكلمات مؤثرة
أنس… ومن مثل أنس
الشريف ابن الشريف
الشهيد ابن الشهيد
رحل رفيق عمري وحبيبي ونبض قلبي، رحل من كان لي وطنًا وسندًا، ومن كان كل شيء في هذه الحياة.
يا أنس، يا أنيسنا، كنت رجلًا كريمًا، شهما وأصيلًا، تحمل همّ شعبك وأهلك كما حملت همَّ شام وصلاح.
منذ اندلاع حرب الإبادة على gaza غزة، كنتَ تشعر أن رحيلك بات قريبًا، وأنك نجوت من الموت مرات عديدة، وأن الاحتلال لن يسمح لك بإيصال رسالة غزة المظلومة إلى العالم. وفي آخر زيارة جمعتنا، بعد قرابة شهر من غيابك لانشغالك بالتغطية وخوفك من استهداف البيت، شعرتُ أنها لحظة وداع، لكنني حاولت إنكار إحساسي. كان قلبك يقرأ ما تخبئه الأقدار، ونبرات صوتك تحمل ثِقَل الوداع، وكأن روحك تستعد للرحيل، تودّعنا بنظرات صامتة وابتسامة حزينة، فيما كنتَ تُصرّ على أن تبقى أمينًا على رسالتك حتى آخر نفس.
أعلم أنك في أيام الحرب Gaza war حملت من الأوجاع ما لا يطيقه بشر، وسمعتُ منك مخاوفك وقلقك المستمر، وكنتَ تردد أن مشاهد أشلاء الأطفال تطاردك في منامك، وأنها كوابيس لا تنتهي. كنتَ تشعر بجوعهم وتعيش وجعهم، وتقول لي: لا وجع أعظم من وجع الأمهات الثكالى، ولا أقسى من سماع أنين الأطفال تحت أنقاض البيوت التي تقصفها إسرائيل Israel على رؤوس ساكنيها، بينما يقف العالم عاجزًا عن إنقاذهم، غارقًا في التواطؤ والتخاذل.
رحلت جسدًا، لكنك لم تغب؛ فصورتك وصوتك حاضران في كل شبر من غزة، شاهدان على صدقك ووفائك لأهلك وشعبك.يا حبيبي،
تركت لنا شرفًا لا ينتهي ووجعًا لا يزول إلا بلقاء في جنةٍ لا نصب فيها ولا تعب.اللهم اربط على قلبي، وامنحني القوة والتوفيق في تربية شام وصلاح على درب أبيهما الشهيد في نصرة فلسطين. اللهم اجبر خاطرهما بفقد والدهما وكن لنا ولهم وليًّا وحافظًا، وارزقهما من واسع فضلك، واجعلهما من عبادك الصالحين، وبارك في أعمارهم وأعمالهم، ووفّقهما لما تحب وترضى.اللهم اجعل شهادة حبيبي أنس شفاعةً وبركةً وارفع مقامه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.
تعليقات
إرسال تعليق
آرائكم تسعدنا, لمتابعة التعليق وحتى نرد عليك فقط ضع إشارة على إعلامي
شكرا لك